فصل: نظيف القس الرومي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأنباء في طبقات الأطباء (نسخة منقحة)



.فنّون المتطبب:

كان متقدمًا يختص بخدمة بختيار، وكان يكرمه ويعزه أمرًا عظيماً.
قال عبيد الله بن جبرائيل ومن أخباره معه أنه رمدت عين بختيار في بعض الأوقات فقال له يا أبا نصر، ليس واللّه تبرح من عندي أو تبرئ عيني، وأريدها تبرأ في يوم واحد وأبرمه، قال فسمعت أبا نصر يتحدث أنه قال له إن أردت أن تبرأ فتقدم إلى الفراشين والغلمان أن يأتمروني دونك في هذا اليوم وأخلفك ومن خالفني في أمري قتلته، ففعل بختيار ذلك، فأمر أبو نصر أن يحضروا إجانة مملوءة عسل الطبرزد، فلما حضرغمس يدي بختيار في العسل، ثم بدأ يداوي عينيه بالأشياف الأبيض الأبيض، وما يصلح الرمد، وجعل بختيار يصيح بالغلمان فلا يجيبه أحد، ولم يزل كذلك يكحله إلى آخر النهار فبرئ، وكان هو السفير بين بختيار والخليفة، وإذا خرجت الخلع فعلى يديه تخرج، وله فيها السهم الأوفر.

.أبو الحسين بن كشكرايا:

كان طبيبًا عالمًا مشهورًا بالفضل والإتقان لصناعة الطب، وجود المزاولة لأعمالها، وكان في خدمة الأمير سيف الدولة بن حمدان، ولما بنى عضد الدولة البيمارستان المنسوب إليه ببغداد، استخدمه فيه وزاد حاله، وكان أبو الحسين بن كشكرايا كثير الكلام، يحب أن يخجل الأطباء بالمساءلة والتهجم، وكان له أخ راهب، وله حقنة تنفع من قيام الأغراس والمواد الحادة، ويعرف بصاحب الحقنة، وكان أبو الحسين بن كشكرايا قد اشتغل بصناعة الطب على سنان بن ثابت بن قرة، وكان من أجل تلامذته.
ولأبي الحسين بن كشكرايا من الكتب كناشه المعروف بالحاوي، كناش آخر باسم من وضعه إليه.

.أبو يعقوب الأهوازي:

كان مشكورًا في صناعة الطب، جميل الطريقة، وكان من جملة الأطباء الذين جعلهم عضد الدولة في البيمارستان الذي أنشأه ببغداد، ويعرف به.
ولأبي يعقوب الأهوازي من الكتب مقالة في أن السكنجبين البزوري أحر من الترياق.

.نظيف القس الرومي:

كان خبيرًا باللغات، وكان ينقل من اليوناني إلى العربي، وكان يعد من الفضلاء في صناعة الطب، واستخدمه عضد الدولة في البيمارستان الذي أنشأه ببغداد، وكان عضد الدولة يتطير منه وكان الناس يولعون به إذا دخل إلى مريض، حتى حكي في بعض الأوقات أن عضد الدولة أنفذه إلى بعض القواد في مرض كان عرض له، فلما خرج من عند القائد استدعى بثقته وأنفذه إلى حاجب عضد الدولة يستعلم منه نية الملك فيه؛ ويقول إن كان ثم تغير نية فليأخذ له الإذن بالانصراف والبعد، فقد قلق لما جرى، فسأل الحاجب عن ذلك وسببه، فقال الغلام ما أعرف أكثر من أنه جاءه نظيف الطبيب وقال له يا مولانا الملك أنفذني لعيادتك، فمضى الحاجب؛ وأعاد بحضرة الملك عضد الدولة هذا الحديث فضحك، وأمره أن يمضي إليه ويعلمه بحسن نيته فيه؛ وإن ذلك أشغل قلبه به فأنفذه إليه ليعوده، وحملت إليه خلع سنية فسكنت بها نفسه، وزال عنه ما كان أضمر من شغل القلب، وكان دائمًا يولع به بسببها.

.أبو سعيد اليمامي:

كان مشهورًا بالفضل والمعرفة متقنًا لصناعة الطب، جيدًا في أصولها وفروعها، حسن التصنيف.ولأبي سعيد اليمامي من الكتب شرح مسائل حنين، مقالة في امتحان الأطباء، وكيفية التمييز بين طبقاتهم.

.أبو الفرج بن أبي سعيد اليمامي:

كان فاضلًا في الصناعة الطبية متميزًا في العلوم الحكمية، اجتمع بالشيخ الرئيس ابن سينا وجرت بينهما مسائل كثيرة في صناعة الطب وغيرها، ولأبي الفرج بن أبي سعيد اليمامي من الكتب رسالة في مسألة طبية دارت بينه وبين الشيخ الرئيس ابن سينا.

.أبو الفرج يحيى بن سعيد بن يحيى:

كان طبيبًا مشهورًا عالمًا بصناعة الطب جيدًا في أعمالها، نقلت من خط ابن بطلان في مقالته في علة نقل الأطباء المهرة تدبير أكثر الأمراض التي كانت تعالج قديمًا بالأدوية الحارة إلى التدبير المبرد كالفالج واللقوة والاسترخاء وغيرها، ومخالفتهم في ذلك لمسطور القدماء، قال حدثني الشيخ الفاضل أبو الفرج يحيى بن سعيد بن يحيى الطبيب بأنطاكية قال وهذا السيد في زماننا علم في العلم، مقدم في الديانة والمروءة، وله تصانيف جليلة، قال؛ قال ورد من القسطنطينية غلام للملك رومي شاب به سوء مزاج حار وجَسَأ في طحاله، وسحنته حائلة لغلبة الصفراء، وكان ماؤه أحمر في أكثر الأوقات، وبه عطش، فسقاه طبيب دواء مسهلًا ثم فصده وسقاه دواء مقيئًا فساءت حاله، وأدخله طبيب رومي الحمام ولطخ جميع جسمه بالنورة ولطخه بعد ذلك بعسل نحل وألزم معدته ضمادًا حارًا فاحتد مزاجه، وكثر عطشه، وبطلت شهوته وعرض له في الحال فالج في الشق الأيمن، فسقي ماء الشعير كثيرًا فصلحت حاله من الاسترخاء في تمام الأربعين، ثم وقف طبعه فحقن فقام دفعات، وجاءه دم أسود غليظ فلم يجد له نفعاً، ثم انقطعت شهوته واستولى عليه القيام والسهر فمات في الستين.

.أبو الفرج بن الطيب:

هو الفيلسوف الإمام العالم أبو الفرج عبد اللّه بن الطيب، وكان كاتب الجاثليق ومتميزًا في النصارى ببغداد، ويقرئ صناعة الطب في البيمارستان العضدي، ويعالج المرضى فيه، ووجدت شرحه لكتاب جالينوس إلى أغلوتن وقد قرئ عليه، وعليه الخط بالقراءة في البيمارستان العضدي في يوم الخميس الحادي عشر من شهر رمضان سنة ست وأربعمائة، وهو من الأطباء المشهورين في صناعة الطب وكان عظيم الشأن، جليل المقدار، واسع العلم، كثير التصنيف، خبيرًا بالفلسفة، كثير الاشتغال فيها، وقد شرح كتبًا كثيرة من كتب أرسطوطاليس في الحكمة وشرح أيضًا كتبًا كثيرة من كتب أبقراط وجالينوس في صناعة الطب، وكانت له مقدرة قوية في التصنيف وأكثر ما يوجد من تصانيفه كانت تنقل عنه إملاء من لفظة، وكان معاصرًا للشيخ الرئيس بن سينا، وكان الشيخ الرئيس يحمد كلامه في الطب، وأما في الحكمة فكان يذمه.
ومن ذلك قال في مقالته في الرد عليه ما هذا نصه إنه كان يقع إلينا كتب يعملها الشيخ أبو الفرج بن الطيب في الطب، ونجدها صحيحة مرضية خلاف تصانيفه التي في المنطق والطبيعيات وما يجري معها.وحدثني الشيخ موفق الدين يعقوب بن إسحاق بن القف النصراني، أن رجلين من بلاد العجم كانا قد قصدا بغداد للاجتماع بأبي الفرج بن الطيب والقراءة عليه، والاشتغال عنده، ولما وصلا دخلا بغداد وسألا عن منزل أبي الفرج فقيل لهما إنه في الكنيسة للصلاة، فتوجها نحوه ودخلا الكنيسة، فلما قيل لهما إنه ذلك الشيخ وكان ابن الطيب في ذلك الوقت لابسًا ثوب صوف، وهو مكشوف الرأس وبيده مبخرة بسلاسل وفيها نار وبخور، وهو يدور بها في نواحي الكنيسة ويبخر، تأملاه وتحدثا بالفارسية وبقيا يديمان النظر إليه ويتعجبان منه أنه على هذه الهيئة ويفعل هذا الفعل، وهو من أجل الحكماء، وسمعته في أقاصي البلاد بالفلسفة والطب، وفهم عنهما ماهما فيه، ولما فرغ وقت الصلاة وخرج الناس من الكنيسة خرج أبو الفرج بن الطيب ولبس ثيابه المعتاد لبسها، وقدمت له البغلة فركب والغلمان حوله، وتبعاه أولئك العجم إلى داره وعرفاه أنهما قاصدان إليه من بلاد العجم للاشتغال، وأن يكونا من جملة تلامذته، فاستحضرهما في مجلسه وسمعا كلامه ودروس المشتغلين عليه ثم قال لهما كنتما حججتما قط؟ قالا لاَ فماطلهما بالقراءة إلى أوان الحج، وكان الوقت قريبًا منه، فلما نودي للحج قال لهما إن كنتما تريدان أن تقرأا علي وأن أكون شيخكما فحجا، وإذا جئتما مع السلامة، إن شاء اللّه، يكون كل ما تريدان مني في الاشتغال علي، فقبلا أمره وحجا، ولما عاد الحاج جاءا إليه من أثر الحج وهما أقرعان وقد غلب الشحوب عليهما من حر الشمس والطريق، فسألهما عن مناسك الحج وما فعلا فيها، فذكرا له سورة الحال، وقال لهما لما رأيتما الجمار بقيتما عراة موشحين وبأيديكم الحجارة، وأنتما تهرولان وترميان بها؟ قالا نعم، فقال هكذا الواحب إن الأمور الشرعية تؤخذ نقلًا لا عقلاً، وما كان قصده بذلك، وأنه أمرهما بالحج إلا حين يتبين لهما أن الحال التي رأياه عليها وتعجبا من فعله أن ذلك راجع إلى الأوامر الشرعية، وهي فإنما تؤخذ من أربابها متسلمة ممتثلة في سائر الملل، ثم اشتغلا عليه بعد ذلك إلى أن تميزا وكانا من أجل تلاميذه، وقال أبو الخطاب محمد بن محمد أبي طالب في كتاب الشامل في الطب إن أبا الفرج بن الطيب أخذ عن ابن الخمار، وخلف من التلاميذ أبا الحسن بن بطلان، وابن بدرج، والهروي، وبني حيون، وأبا الفضل كتيفات، وابن أثردى، وعبدان، وابن مصوصا، وابن العليق، قال وكان في عصر أبي الفرج من الأطباء صاعد بن عبدوس، وابن تفاح، وحسن الطبيب، وبنو سنان، والنائلي، وعنه أخذ ابن سينا، وأبو سعيد الفضل بن عيسى اليمامي، وذكر لي أنه من تلامذته ابن سينا، وعيسى بن علي بن إبراهيم بن هلال الكاتب، وأظنه يكنى بكس، وعلي بن عيسى الكحال، وأبو الحسين البصري، ورجاء الطبيب من أهل خراسان، وزهرون ولأبي الفرج بن الطيب من الكتب تفسير كتاب قاطيغورياس لأرسطوطاليس، تفسير كتاب باريمينياس لأرسطوطاليس، تفسير كتاب أنالوطيقا لأرسطوطاليس، تفسير كتاب أنالوطيقا الثانية لأرسطوطاليس، تفسير كتاب طوبيقا لأرسطوطاليس، تفسير سوفسطيقا أرسطوطاليس، تفسير كتاب الخطابة لأرسطوطاليس تفسير كتاب الشعر لأرسطوطاليس، تفسير كتاب الحيوان لأرسطوطاليس، تفسير كتاب أبيديميا لأبقراط، تفسير كتاب الفصول لأبقراط، تفسير كتاب طبيعة الإنسان لأبقراط، تفسير كتاب الأخلاط لأبقراط، تفسير كتاب الفرق لجالينوس، تفسير كتاب الصناعة الصغيرة لجالينوس، تفسير كتاب النبض الصغير لجالينوس، تفسير كتاب أغلوتن لجالينوس، تفسير كتاب الأسطقسات لجالينوس، تفسير كتاب المزاج لجالينوس، تفسير كتاب القوى الطبيعية لجالينوس، تفسير كتاب التشريح الصغير لجالينوس، تفسير كتاب العلل والأعراض لجالينوس، تفسير كتاب تعرف علل الأعضاء الباطنة لجالينوس، تفسير كتاب النبض الكبير لجالينوس، تفسير كتاب الحميات لجالينوس، تفسير كتاب أيام البحران لجالينوس، تفسير كتاب حملة البرء لجالينوس، تفسير كتاب تدابير الأصحاء لجالينوس، ثمار الستة عشر كتابًا لجالينوس، وهو اختصار الجوامع.
شرح ثمار مسائل حنين بن إسحاق أملاه سنة خمس وأربعمائة كتاب النكت والثمار الطبية والفلسفية، تفسير كتاب إيساغوجي لفرفوريوس، مقالة في القوى الطبيعية، مقالة في العلة لم جعل لكل خلط دواء يستفرغه، ولم لم يجعل للدم دواء يستفرغه مثل سائر الأخلاط، تعاليق في العين، مقالة في الأحلام وتفصيل الصحيح منها من السقيم على مذهب الفلسفة، مقالة في عراف أخبر بما ضاع وذكر الدليل على صحته بالشرع والطب والفلسفة، مقالة أملاها في جواب ما سئل عنه من إبطال الاعتقاد في الأجزاء التي لا تنقسم، وهذا السؤال سأله إياه ظافر بن جابر السكري، ووجد بخط ظافر بن جابر السكري على هذه المقالة ما هذا مثاله، قال هذه الكراسة بخط سيدنا الأستاذ الأجل أبي نصر محمد بن علي برزج تلميذ الشيخ أبي الفرج أملاها الشيخ أبو الفرج- أطال اللّه بقاءه ونكب أعداءه- عليه ببغداد، وكان السبب في ذلك ظافر بن جابر بن منصور السكري الطبيب، وهي الدستور بعينها، شرح كتاب منافع الأعضاء لجالينوس، مقالة مختصرة في المحبة، شرح الإنجيل.